الأربعاء، 11 مارس 2009

موقع القرية وهندستها المعمارية


اختار السكان الأوائل هذا الموقع الجغرافي نتيجة توفر الأمن الطبيعي و كثرة المياه ،حيث تقع القرية بين عدة جبال متسلسلة وعرة المسالك يهتدي الزائر اليها عن طريق بوابتين أساسيتين هما:
أ-البوابة الشرقية:كانت هذه البوابة بالمكان المسمى "النادر الأبيض" المتصلة بالسلسلة الجبلية، وهي عبارة عن مغارة يتم العبور منها الى القرية "القليعة" ،تفتح صباحا وتغلق مساءا بوضع الصخرة على بوابة المغارة. ب-البوابة الشمالية:هذه البوابة كانت موجودة بالمكان المسمى "غار افري" المحادية للوادي، وتعتبر المنفذ الوحيد للقرية من هذه الناحية .
1-أول بناية في القرية:
ان أول بناية في القرية توجد في مكان مرتفع و محصن بالمنحدرات الطبيعية من كل الجهات ، وكانت عبارة عن حيطان متدنية مغطاة بجذوع الأشجار و بعض النباتات التي تستعمل لسقف البيوت في ذلك الوقت "كالديس و الرتمة" .
2-الهندسة المعمارية:
بنيت القرية على شكل نجمة على طراز المدن العربية ،فهي بيت دون نوافذ، و أن وجدت فهي لا تطل على الخارج،و هي متصلة ببعضها البعض ، مما أدى الى ظهور أزقتها الضيقة التي تنحدر فوق الصخور ، على شكل مدرج تتلوى طبيعيا لتصب في احدى المحاور الثلاثة للقرية ، هذا المكان الذي هو بمثابة ساحة للتجمع و الراحة في أوقات الفراغ "الجماعة".
ورغم افتقار سكان القرية لتقنيات الهندسة المعمارية الحديثة الا أنهم صمموا مساكنهم و طرقاتهم و ساحاتهم حسب نمط وأسس تستجيب لمتطلباتهم الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية ، نذكر من بين هذه الأسس ما يلي:
أ- عند بناء مسكنين مجاورين يترك فراغ بينهما يقدر بذراع واحد حسب التقدير المعمول به في الماضي لمرور مياه الأمطار التي تنحدر من سقفي المنزلين ويسمى ب"ذراع الماء".
ب-الزلوغية: وهي عبارة عن منفذ في زاوية من زوايا فناء البيت تسمح بصرف مياه المطر و الغسيل الى الخارج.
ج-السقيف: يكون عادة في مدخل البيت ، وهو أساسي في تصميم البيوت نظرا لأهميته و يعتبر الممر الوحيد للمنزل ، تكون على جانبيه"صداراتان" تستعملان للجلوس في فصل الصيف و حفظ وسائل الفلاحة المختلفة هناك كالبردعة و البراميل وغيرها.
د-السدة: ان الشكل الذي تتخذه البيوت في القديم لا يخلوا من وجود غرفة تكون فوق اسطبل مخصص للحيوانات "الداينين" تسمى ب"السدة" مدخلها يكون عن طريق بوابة صغيرة تشرف على الغرفة المحادية"للداينين" و تستعمل لتخزين بعض المواد كالخروب و نوى الزيتون ليستعمل في فصل الشتاء كوقود ، كما لا يخلوا أي بيت من وجود هيكل على شكل خزانة تبنى بالطين والحجارة ، ويتخذ شكل عدة"كواتات"صغيرة متناسقة وسطها مجوف ، يشرف على الكانون يسمى "الكدر" تستمل "الكواتة" لتخزين بعض المواد الغذائية و كذا تسخين الزيتون في "غرفة الزيتون" المقابلة للكانون مباشرة و يحيط بالكدر "كوفيتان" على شكل مخروط ، صنعتا من الطين تستعملان لتخزين الحبوب و "الكرموس" اأي التين المجفف عند جمع المحصول صيفا وهي بمثابة الذخيرة التي يرجع اليها عند الحاجة





السبت، 7 مارس 2009

النشأة الأولى للقرية





أنشأت هذه القرية حسب الروايات المتعاقبة من شيوخ و كبار القرية أبا عن جد ؛ بأن أحد الرجال الصالحين هو أول من استوطن فيها عندما كان يبحث عن مكان في المنطقة للأستقرار فيه ؛ فلفت انتباهه الوقع المميز لما يحمله من صفات التعبد ةو السكينة و الحصانة و كذا الخيرات التي يتوفر عليها المكان من مياه متدفقة و غابات كثيفة ،هذه الصفات تساعد على التعبد لله لكونها بعبيدة عن الضوضاء و العمران ،فاختار المكان المرتفع الذي يتوسط القرية و هو عبارة عن قاعة صخرية وسميت بالقليعة تصغيرا لكلمة القلعة.

فأقام منزله بالمغارة التي كانت موجودة داخل صخرة القلعة وبعد مدة من الزمن قام هذا الولي الصالح ببناء أول مسكن على الصخرة التي لازالت اثاره لحد الان ،و مع مرور الوقت ذاع صيت هذا الولي الأرجاء المجاورة فأصبح قبلة لكثير من الزوار قصد التبرك و الاستئناس به .
و نظرا للأخلاق العالية و تواضعه الكبير ، جعل الناس ينحدرون أليه من كل حدب وصوب قصد مجاورته و الاحتكاك به، سيما القرى التالية:
-قرية لصفاح:التي كانت متواجدة في أعالي جبال شرق قرية لقليعة حاليا و التي لا يزال اثار بناياتها لحد الان والتي انحدرت منها عائلات بن غانم،عطوي،و بن لفقي .
-قرية سيدي ذياب:المتواجدة في أعالي جبال غرب لقليعة حاليا و التي لا يزال اثره بنيانها لحد الان والتي انحدرت منها عائلة بن مخلوف.
-قرية تامست:و الموجودة حاليا ببلدية قنزات و التي انحدرت منها عائلة باشن وعائلة امداح هذه الأخيرة التي اندثرت نهائيا من القرية.
-قرية تيزي وغرة:المتواجدة في أعالي جبال بوخميس شمال غرب لقليعة والتي لا يزال اثار بنيانها لحد الان.
-ان القرية عمرت بالسكان منذ القرن الخامس الهجري حيث سكنتها عائلات انحدرت من مختلف القرى المجاورة متخذة من هذا المكان مأمنها من مختلف الحملات التي عرفتها البلاد بسبب ثورات البربر وحروب الروم وفتن ملوك المغرب.