الأحد، 21 فبراير 2016

كيف نحفّظ أولادنا القرآن الكريم بطريقة الألواح؟

تعهد المولى -عز وجل- بحفظ كتابه فقال: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)، فسخر أناسًا اختارهم وجعلهم من خاصته لهذه المهمة، حيث قاموا بتلك المهمة أفضل قيام، وذلك من عصر الصحابة عليهم سحائب الرضوان، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها؛ فقد شرفهم الله بأن جعل صدورهم أوعية لحفظ كتابه الكريم.
وقد اختلفت طرق حفظ هؤلاء الناس لكتاب الله باختلاف أمكنتهم وأزمنتهم، وقد اشتهرت طريقة الألواح في بلاد الغرب الإسلامي ردحاً من الزمن، وقد عرفت الجزائر هذه الطريقة منذ فترة وما زالت بعض المدارس القرآنية و الزوايا و الكتاتيب القرآنية في وقتنا الحاضر متمسكة بطريقة التدريس بالألواح .

و قد كتب الأخ الفاضل/ "توهامي الجزائري" في (منتدى ملتقى أهل الحديث) على الشبكة العنكبوتية.حول الطريقة المتبعة في حفظ القرآن الكريم في عموم  الحلقات القرآنية في الجزائر
وهي طريقة حسنة يسيرة نافعة ومفيدة .. فأحببت أن أفردها بموضوع خاص بها هنا ليعم نفعها بإذن الله تعالى.
ــــــــــ,,,ــــــــــ
كتب حفظه الله:
"وأيضا تجدر الإشارة إلى أن الشيخ يقول للطالب: (
إقرأ اللوح و ليس إحفظ اللوح).
بمعنىأن الطالب لا بد أثناء حفظه أن ينظر إلى اللوح ولا يقرأ عن ظهر الغيب، حتى يرتسم اللوح في دماغ الطالب.

تلخيصا للموضوع هذه الطريقة المتبعة في الجزائر في الحفظ على اللوح:

1- يحضر الطالب الثمن الذي يريد كتابته و يكون هذا التحضير من المصحف (قبل التلقي من الشيخ) بحيث ينظر الطالب إلى كيفية كتابة الكلمات من ثابت و محذوف و غيرها ... و أثناء هذا التحضير يقرأ الثمن عدة مرات حتى تجري الكلمات على لسانه.

2- بعد تحضير اللوح للكتابة (
واللوح من الخشب) يقوم الشيخ بإملاء الثمن المراد حفظه على الطالب آية أية / أو آيتين آيتين على حسب إستعاب الطالب و تحضيره للثمن.
و يملي عليك الشيخ في الأخير الأية التي تربط الثمن بالثمن الموالي، نسميها نحن عندنا 
(براس اللوحة).

3-يقوم الشيخ بتصحيح الثمن المكتوب أما نظر الطالب ليعرف أخطاءه، ويعطيه بعض الفوائد المتعلقة بالرسم أو المتشابه في القرآن و حتى عدد تكرار بعض الكلمات في القرآن.

4- يقوم الشيخ والطالب معا بقراءة اللوح مرتين. لتصحيح أخطاء القراءة.

5- يقول الشيخ للطالب 
إقرأ اللوح حتى تتعب و زد على ذلك. و لا يقول الشيخ إحفظ اللوح.

وهنا ملحوظة أود التنبيه إليها:

أظن أن إخواننا في المشرق يحفظون مثلا سطرين سطرين أو أكثر أو أقل، يقومون بقراءة السطرين مثلا عشرين مرة بالنظر في المصحف، ثم يحاول الطالب القراءة دون النظر إلى المصحف أيضا عشرين مرة.
وهذه الطريقة غير معتمدة عندنا (
أقصد في الجزائر و أظن أيضا في المغرب و تونس و ليبيافنحن نقوم بقراءة الثمن كله بالنظر إلى اللوح و تكرار القراءة ليس أقل من سبعين مرةبالنظر إلى اللوح حتى و إن حفظ الطالب الثمن في المرة الثلاثين.

ويذكر لي شيخي أن شيخهم كان يمتحن الطلبة بمكان وجود الكلمات في اللوح (في أي سطر وهل هي عن اليمين أو الشمال أو الوسط...) ليرى هل الطالب قرأ النصاب المفروض من اللوح أم أنه إكتفى بقراءته عن ظهر الغيب.
بعد ذلك يعرض الطالب محفوظه على الشيخ والشيخ يقرر هل الطالب حفظ أم يحتاج إلى قراءة اللوح مرة أخرة.

والله الموفق.
 

ليست هناك تعليقات: